منتديات... نحبكم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات... نحبكم

https://illiweb.com/fa/favicon/write.ico
 
الرئيسيةالمنتدىأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 نجيب الزامل- بيضُ السمَكِ

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
رياض
المدير العام
المدير العام
رياض


عدد الرسائل : 77
تاريخ التسجيل : 30/08/2008

نجيب الزامل- بيضُ السمَكِ Empty
مُساهمةموضوع: نجيب الزامل- بيضُ السمَكِ   نجيب الزامل- بيضُ السمَكِ Icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 16, 2008 6:33 pm

http://www.aleqt.com/article.php?do=show&id=10474

في مسألة العمل والفقر والظرف الاجتماعي لم نسمع عبر التاريخ أعمّ فائدةً من الحكمة الصينية:" بدل أن تعطِيهِ سمكه، علـِّمه كيف يصطاد السمك."، وهاهم الصينيون توزعوا في بحارِ الدنيا يصطادون كلَّ الأسماك.
وصيدُ السمك يحتاج إلى تعليم وتدريب وثقافة مدرسة وحياة. إنه كناية عن العمل الحرِّ الذي يتكسب فيه الإنسانُ مهنيا بنفسِه من نفسِه، وأسميه الأعمال العصامية، ويسمونه المشاريع الصغيرة، والغربُ وجدَ اسماً كافياً له، وأطمئن أنا إلى ترجمته بالروح العملية العصامية، وهو "Entrepreneurship" . ولن تستغرب متى عرفتَ أن علما جديدا شاع في علوم الإدارة، وتطبقه الجامعات العالمية الرائدة بعنوان Entrepreneurial education تعليم العصامية (تأسيس وإدارة بدايات الأعمال).
انظر يا أخي، لا شيء يحدث بمحض الصدفة، ولا تأتي الأشياءُ أماني، فالتغيراتُ والمنعطفاتُ التاريخية المجتمعية ذات المغزى، وأي تغييرٍ جذري "راديكالي" في مظهرِنا العام، أو فهمِنا العام، أو أدائِنا العام، أو تقبلنا العام، يتطلب تخطيطا سببياً عقلياً عملياً وعلمياً.
ولا نجد أكثر من الجامعات كمصدرٍ للتغيرات والتغييرات المجتمعية الكبرى، لأنها تعطي أي شيء ذاك المذاقَ الجامعي، وبالتالي يحصل على الاحترام والقبول العامَّيْن.. خذ مثلا مهنة التمريض عندنا، لم يقبل الناس على التمريض لمـّا كان دبلوماتٍ صغيرة بعد المتوسطة أو حتى الثانوية، ولما صارت دراساتُ التمريض علما ومنهجا مُقـَرّاً في الجامعات أخذ مكانة أكبر، وترقى درجاتٍ في الصفةِ والتهيؤ، وعُدَّ ملتحقوه وخريجوه وخريجاته من فئاتِ الجامعيين، فأحدث هذا التغييرَ الذي اسميناه دراماتيكيا، والآن لا تجد بنتٌ أو ولدٌ اكتملت درجاتهما للحد الأقصى مكانا في هذه الكليات ولا بأعتى الواسطات.. وهذا جيد، أقصد طبعا لمهنة التمريض، أما الشيء الآخر "الواسطة" فهي السوسة التي تنخر كل شجرةٍ في البلاد.. على أن موضوعَنا السمك، لا الشجر!
لذا فإن التغييرَ الأكبرَ نحو إيجاد الحلول للبطالة يقعُ بتغيير الفهمَ العام للعمل، فما زال فهمُنا العام اجتماعيا ورسميا أن نوجد وظيفة للشاب والشابة، وهذا لا غبار عليه، ولكنه مشهدٌ يصور شخصاً ينتظر على ضفاف بحيرة أو شاطئ بحر مترقبا أن يصطاد له الصيادُ سمكة ليعطيه إياها، وقد يجد المنتظرُ السمكة، ولكنه لن يعرف كيف يُجلب السمك، وهنا مسألة اعتمادية، ولا يقلق التصاعدَ الإنتاجي والارتفاع الاقتصادي إلا هذه الاتكالية وهذا الخنوع في انتظار ما يلقيه الصيادون للمنتظرين.. هل عملنا للروح الشابة شيئا؟ أبدا.. بل جمدناها وحبسنا نشاطها، وضيقنا ابتكاراتها، وسلبنا منها لذة النجاح الحقيقي في الحياة، لذة أن تصعد درجَ النجاح بعضلاتِ قدميك وساعديك، وبهمّةٍ متوقدةٍ في ضلوعِك، وطموحٍ يسري في عقلِك.. وهذا سبب التستر في بلادنا، أن مجموعاتٍ من الشعوبِ الآسيوية التي عندنا نمت من طبيعة مجتمعاتها على الأعمال الصغرى، ثم تأنفُ أن تكون حبيسة الراتب الشهري، فيعرض بعض العمّال على كفلائهم السعوديين، (والعامِلُ داهية، ويعرف متى يكون الكفيلُ كسولا طموعا متطلعا للكسب الرخيص)، ثم تجد معظمهم ينجحون في اصطياد السمك في بحرنا، وعندما نأتي لجلب السمكِ لأبنائنا نولول ونصرخ: "لا سمك في البحر.. سرقه الوافدون". والحقيقة أن السُرَّاقَ هنا ثلاثة: سارقٌ يستأهل الإعجاب، وهو العاملُ الآسيوي ذو الروح العصامية، سارق لا يستأهل شيئا (أو شيء يعفينا رمضان عن الإفصاح به) وهو الكفيل، والسارق الثالث هو غياب ثقافة الروح العصامية.. حتى لا نقول إن المتسبب في غيابها هو من عِداد السارقين.
وفي حيـَّنا يعرف الجيرانُ عاملين آسيويين يدعونهما عند حدوث مشكلات السباكة، والآخر عند تلقيح النخل والذبح في الأعياد، أما السباك فقد كان يتشكى من كفيله الذي يطمع فيه مع أنه بالكاد يحقق 14 ألف ريال شهريا، ويشكو غلاء المواد(؟!)، انظر دخله يفوق أستاذ جامعة سعوديا يملأ ثيابه يجري لعله يحصد مكافأة هنا أو هناك من هيكل وُضِع به 100 حابسٍ وصنبور كيلا تجري المياه سائغة مناسبة. والسمكُ لا يعيش في المجاري المحبوسة.. ولكن، لنعد للروح العصاميةِ السمكية.
ننتظر أن تكون هناك أقسامٌ في تعليمنا الجامعي للروح العصامية، أو مراكز تدريب عليا، أو معاهد متقدمة، لينصبغ العملُ الصغيرُ بالجدّيةِ العلميةِ الجامعيةِ ويكتسي بإهابـِهِ المحتـَرَم. وهذا كفيلٌ بأن يرفع اللجامَ عن الطاقة المتقدة الفوارة في نفوس الشباب للعمل مهما كان شاقا، فطبيعة إعداد الشباب مجهزة لتسخير الصعاب وتحملها وشق الطرق نحو الآمال، لا الانتظار الخامل في البيوت حتى تـُرمى سمكاتُ الوظائفِ على عتبات الأبواب.. وليتها تـُرمى، فقد قلنا إن البحرَ سبقنا إليه ناسٌ تعرف كيف تتحايل على السمك كمصير حياة، وليس كصيادينا الرسميين الثقيلين الذين يحتاجون إلى إجراء للذهاب للبحر، وترخيص للصيد، وقبل ذلك بند مالي لصنارات الصيد.
وأترككم مع حكاية شباب جامعيين أتوا يشكون قلة الوظائف والعازة والخجل من أوضاعهم، ثم تم الاتفاق مع منشأة كبيرة بتخصيص مواقف السيارات لهم (ومقابل أجر) لغسيل السيارات.. بعد فترة كتبوا لي أنهم تلقوا عروضا من أكثر من موقف شركة، وأنهم تطوروا بزي خاص، وبإدارة عملية توزعت، وبجداول عمل عبر النهار والعُطـَل، ثم تعاقدوا مع محامٍ ومكتب محاسبة. ثم.. بنوا أول عمارة بأول مليون.
وهنا الجميل في الأعمال يا شباب بصراحة، فبينما الراتبُ الشهري ضيق مهما نما وهو لا ينمو إلا بزحفِ الزاحفين، فإن الأعمالَ تتضاعف مداخيلـُها، ليس فقط كالمتوالياتِ الهندسية.. بل كتكاثر بيضِ السمك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
نجيب الزامل- بيضُ السمَكِ
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات... نحبكم :: الاقتراحات والمعلومات العامه-
انتقل الى: